المطلب
الأول : مصاادر تاريندن
:
يتلخص مصادر
تاريخ مندن
في شقين
إثنين:
ا- مصادر شفوي
التقلدي
ب-
مصادر مدون
في لغة
العربية.
أولا:
مصادر شفوي
التقلدي أو
التلقين:
إن هذا
المصدر هي
طريقة أمة
مندين القديم
و بديل
الأمثل في
غياب الكتابة
و لحفظ أي
تراث قابل
لإبلاغ على
السمامع أو
ممارس مهنة
الحفظ نظرية
كانت أو
علمية ، وهي
التي تعد بحق
مصدر الوحيد
لتاريخ مندين
الغابر في
قديم الزمان،
علما أن هذا
الشعب من
أكثر تجمع
البشري الذي
يهتم بتعاليم
ماضيهم مر
كانت أو حلو
بواسطة هذه
الطريقة،..
و رغم إهمال
عالمنا اليوم
كل ماض نتيجة
طغيان
المادية يوجد
هناك في بلاد
مندين مناطق
مشهورين في
حفظ التاريخ
حتى الآن، و
بالتحديد
مدينة (
جليباكودو DjelibakÖdÖ،
فدما Fadama،
كيينكودا Kiŋεnkuda،
نيسولا ŋàsola ،
و عاصمة
أمبرطورية
مندن
التاريخية
نينى ŋani)
وتقع هذه
الخمسة حاليا
على خريطة
جمهورية
غينيا، و
خمسة أخرى في
جمهورية مالي
وهي ( كابا kâba،
كيلا Kêla،
كرنا Kírínà،
نارننا Nârenná).
و جدير
بالذكر أن
حرص قدامى
مندين
بثقافتهم في
أزمنة
الغابرة هي
التي جعلهم
يحتفظون به
عن طريق
تلقين من
جهات
المتخصصة :
ا-
الملقنون
أبنائهم على
مدار التاريخ
غيرمصرح لهم
بإبلاغه على
العامة رسميا
،
و هم طبقة
التي تعرف بـ(
طونتي Tontî) حامل
السلاح لدفاع
عن الوطن و
ذراع و..
ب-الملقنون
أبنائهم على
مدار التاريخ
و مصرح لهم
بإبلاغه على
العامة
والخاصة
رسميا، و
هم طبقة التي
تعرف بـ( جيلي Djèli
في مجموعة
نياماكلا ŋamakala "طونتان
Tontan")
غير حاملين
السلاح و
أصحاب حرف
متعددة.
و من
الملاحظ أن
ما يروى
ونسمع من
هؤلاء جيلي
رغم تعدد
مكان و زمان
التي يحكى
فيها متفقين
جميعا في
أغلب سلسلة
التاريخية
المروية
اللهم إلا
قليلا منها ،
نقاط
الاختلاف
غالبا تقع في
أجزاء
الفرعية أو
التفصيلية مع
كونهم
متقاربة في
عمومها كما
هو الحال في
كتب تاريخ
المكتوبة لدى
أمم التي
تكتب، مما
يجعل هذه
الطريقة في
مجملها على
مستوى رفيع
من الثقة
نسبيا.
و لكن يعيب
على هذه
الطريقة أنها:
ا-
لا يصرحون
أحيانا ببعض
أجزاء سلسلة
التاريخية
التي لها
مغزى إثارة
ما اجتماعيا
و سياسيا،
مثل أخبار
الجماعة
التي تحالف
مع السيدة
ساسوما
بريتي Sàsumà
Bérété -
( الزوجة
الأولى لملك نارين
مان كيتا Nâren
mân Ketàأبو
سونجاتا
كيتا Sòndjέta Kétà)-
وإبنها ملك دنكرنتما
كيتا Dànkàràntúmán
Kétà
أخو
( سونجاتا
كيتا Sòndjέta Kétà
بالأب )
ضد السيدة سولون
كوندي Sòòlòn
Kóndε
-( الزوجة
الثانية لملك
نارن مان
كيتا Nâren
mân Kétà وأم
سونجاتا كيتا
Sòndjέta Kétà )
و أبنائها،..
لا يذكر
لنـا
التـاريخ من
خلال
المؤرخين (
جيلي Djèli )
عن هؤلاء
شيئا إلا
ذكرعفو (
سونجاتا كيتا
Sòndjέta Kétà )
عنهم بعد
فتح بلده و
قبل تنفذ
عقوبة
الإعدام
فيهم صبيحة
إعدامهم
قائلا : إنني
لا أريد
إضرار أي
إنسان
بحزن موت
هؤلاء ، و هذا
خشية إفضاح
ذريتهم داخل
ولايات
البلاد و
حفاظا على
وئام وطن
الأم.
ب-
نواة
الألقاب
من بين
المائة
المنتشرة في
بلدان غرب
إفريقيا التي
أسسوا مندين
محصورة عددها
فقط في بضعة
عشرات بحيث
لا يتجاوز 35
لقبا،..
و المؤرخون (
جيلي Djèli )
يرفضون من
إطلاع عامة
الناس
على أسماء
هؤلاء ،
خشية أن
يطاول جاهل
لسانه من
أصولهم
في حق مواطن
جيد بأنه ليس
أهل الأصلي
لهذا البلد.
ج-
ثانية أولى
الأسرة التي
تولى زمام
حكم ولايات
المتحدة
الأولى على
ضفاف نهر
سنكارا .
لا يذكر لنا
المؤرخون (
جيلي Djèli )
كيف تم
الإطاحة بهم
ليتولي أسرة
الكيتا هذا
المنصب
الرفيع على
ضفاف نهر (
جيليبا Djèlibà )
.
هذا../ و
باستثناء ما
أوردناه من
أمثال لم
تدخر طبقة
المسؤولة عن
حفظ تاريخ
عندها أي وسع
في طريقة
إبلاغ أخبار
الماضي إلا و
بينها ..
و
اعتمدنا في
جمع هذه
المذكرة على
جزء الأول من
"تاريخ عام
لبلاد مندين"
من تأليف شيخ "سولومانا
كنتي Sòlòmànà
kánté"
الذي يشتمل
على أخبار 4000
سنة من 2764 قبل
الميلاد إلى 1235 بعد
الميلاد.
حول
تاريخ لغة
مندين القديم
المطلب الثاني: متى
ظهرت لغة مندين في الوجود :
إنه لمن
صعوبة بمكان
أو زمان
تحديد فترة
معينة لظهور
لغة ما عند
ناطقيها،
وخصوصا إذ
كانت هذه
اللغة سادت و
ما زالت تسود
على أرض
الواقع منذ
قرون كثيرة
على مستوى
إقليمي مثل
لغة مندن Màndén " أنكو
N’ko
" على خريطة
قارة السوداء
"إفريقيا".
و رغم كون
هذا الموضوع
من إحدى
الأمور
المستعصية
نظريا لا
يمنعنا من
تغلغل في
أغوار
التاريخ بضوء
ما وصلنا
إليه من
دراسات
متأنية في
مصادر تاريخ
بلاد مندين ،
لمحاولة
الوقوف على
مفردات
اللغة
وأسماء
لمعالم
المتناثرة
التي تحملها
هذه المصادر.
و من خلال ما
أطلعنا عليه
و تلقيناه من
مؤرخي مندين
Màndén
استطعنا
الحصول على
نصوص منظومة
و مقرونة
بمناسبات
متفرقة و
عديدة و كذلك
أسماء كثيرة
ذو معاني
مفهومة و ذلك
من أزمنة
مختلفة في
عصور الغابرة
، و ذلك من عصر
أسلافنا
الأولى مارا
بعصر التقاء
كبار مؤرخي
العرب عالم
أمة ( مندين Màndén
أو مالي ) في عصر
الذهبي
لحضارة
الإسلامية
التي ساد
بقاع عالم
المعمورة
قرونا عديدة،
.
و من نموذج
هذه الكلمات
ما نلاحظه في
قصة هجرة
الأجداد ، و
التي تكون
منه الأعداد،
و أهم عبارات
هذه النموذج
أنشودة حفل
زفاف
التاريخية
الشهيرة
لأميرة ( سولون
كوندي Sòòlòn
Kóndε
أم سونجاتا
كيتا Sòndjέta Kétà ) ،
:
محلا
يا جميلتي
الأميرة محلا
لئلا نغمر
في غبار
الموكب عجلا
و وداعا يا
المواكبون
وشكرا
تأخيرها عن
الأس تجلب
ضررا
و منها
أنشودة قيام
ولي العهد سونجاتا
كيتا Sòndjέta Kétà للمشي
في عامه 17 على
الأرجح فيما
جعله من إحدى
معجزات
العصر و
سنترجم هذه
الأنشودة إلى
العربية لو
سمح المجال
لذلك ، و مـن
أهم العبارات
المنظومة
بنود دستور مملكة
مندن او مالي
الشهير في
مؤتمر ( كوروكا
فوى قارا Kùrùkànfuwá
gbàra )
عام 1236م المؤلف
من 130 بندا،
متضمنة بملخص
شرائع و
قوانين
الشماليين
الصونينكي
التي تعرف
بمرونته مع
تغيير
الأحوال ، و
قوانين ملـك
الملوك ( فاما
سماورو كنتي
Fàma
Sumaoró Kánté )
الصارم
في فترة
حكمه لمملكة (
سوسو Sòsó)
التي استمر 30 ،
و ذلك لإجبار
كل النــاس
بالعمل على
قدر طاقة و
محاربة
البطالة و
تقسيمه
الوظائف
للحاجة و
توظيف
الوظائف حسب
كفاية شديد
ناهيك عن
مخالفي
القانون..
و لكن غيروا
في هذه المرة
فقط أسلوب
الأمر من صوت
جامح الى
كلمات رنانة
و حلوة ، هذا و
مع قوانين
الجنوبيين (المندينكيون
Màdènka
lù )،.
ومازال 130 منه
موجود الى
الآن نفهمه
كما انه شرع
أو قنن
حديثا،.
و رغم تغيير
نظم السياسي
في عالمنا
و إهمال
نظام مندن Màndén
القـديم
مـازال
أكـثـر
بنـوده يطبـق
حرفـيا حتى
الآن مثـل
بند ( سنانكوننيا
Sànànkùnŋa)
أي
المصالـحـة
مـن نـوع
فريد على
مفهوم خاص، و
نظام ( سي ني
جامبو SI ni Djàmbu) و
غيرها فيما
لا يختلـف
فيه اثنان في
ربو نفوز
حضارة ( مندين Màndén ) في
غرب إفريقيا،..
وعندنا نسخة
مخطوطة من
هذه الدستور
الثمين في
القاهرة هنا
الآن، .
فهذا دليل
ملموس الأول على
وجود لغة ( مندين
Màndén )
فيما نعتقده
قطعا قبل
التقاء حضارة
الإسلامية
بواسطة
المؤرخين و
الجغرافيين
العرب و
المسلمين
حضارة ( مندين Màndén )
الأولي
بقرون عديدة
، و ظهر
ملامحه في
عصر التنظيم
من تاريخهم
حوالي 760 قبل
الميلاد عند
ما كانت اسم
دولتهم
الأولى (
وودوما Wùdùmá
) و
قبل دخولهم
تحت هيمنة
بني أعمامهم
حوالي 240م
و بالتحديد
الألف الثالث
من هجرة
أسلافهم
المصيرية.
المطلب
الثالث :
قصة هجرة
المصيرية:
متفق عليه
من المؤرخين
المدونين
منهم و
الشفويين أن
الشعب الذي
يطلق عليه
الآن بـ( مندن Màndén )
ما كان كذلك
بل تحت
اسم (
وانكرا Wànkaran)،
و أن المنطقة
التي
يستوطنها
الآن في غرب
القارة جاءوا
إليه من شرقه
على الأرجح
، ..
و من ما
نقلناه من
كبار مؤرخي
مندين Màndén أن
أسلافنا (
وانكارا Wànkaran )
جاءوا من
الشرق بدون
دخول في أي
تفصيل ولا
ذكر دولة ما..
وأن المنطقة
التي هاجروا
منها كانت
مسكونة من
قبائل
متقاتلة و
متحاربة في
صورة لا تعرف
هدوء و لا
سلام ناهيك
من هوادة و
مفاوضة، و
تعهد لنفسها
بمغادرة
المنطقة لو
استمر الحال
سوء ، ونوى
هذه الأسرة
المسالمة
الهجرة بعد
كل محاولة
ممكنة من
طرفهم بغية
إحلال السلام
و لكن بدون
جدوى يذكر، و
ذلك إلى
منطقة لا
يعرف عداوة و
لا حربا.
و أخيرا
أجمعت قبيلة (
وانكارا Wànkaran )
أمرها
للمغادرة معا
رجالا و نساء
و أطفالا على
الحمير بصحبة
أغنامهم
متجهين
صوب غرب أرض
الممتد التي عرف
عندهم فيما
بعد بـ(
فدفننا Fàdàfinná )
أي بلاد
السود،.
و كانوا على
درجة كبيرة
من البطئ في
هذا السير
تخفيفا من
تعب الفاضح و
خصوصا هم مع
الأولاد
والشيوخ و
لمنع ذهابهم
تاركين
ورائهم واحدا
منهم، و
قاضوا أربعة
أعوام على
هذه الحالة
ليصادفوا
مكان انحناء
نهر ( جيليبا Djèlibà )
وليستقروا في
ملتقى نهر (
جيليبا Djèlibà و
بافن Báfin )
أكبر و أطول
نهر غرب
إفريقيا بعد
أن عبروا
مسافة ستة آلاف
كيلومتر عبر
صحراء الكبرى
من الشرق
متجها صوب
الغرب ،..
و إذا كانت
تقديرات
شيوخنا في
تحديد سنين
ماضيهم صحيحا
فإن هجرتهم
من الشرق كان
حوالي 2764-2790 قبل
الميلاد ،
لأنهم في مثل
تحديد عصورهم
الأولى
يستعملون
طريقة
الألفية..
المطلب
الرابع :
الدولة اأولى
لشعب
وانكارا
بعد أن
استقر هذه
الشعب أسسوا
تجمعا حضاريا
آنئذ في
منطقة التي
انتهى إليه
الهجرة
وهي التي
عرف باسم (
وانكرادو Wànkarandúú )
أي أرض (
وانكارا Wànkaran)
، و سموا
عاصمتها بـ(
صو
Só
)
أي : وطن ، و
لذلك يطلق
أهل مندن
كلمة ( صو
Só
)
على وطنهم
حـتى الآن،
وعـاش
شعـب (
وانكارا Wànkaran ) في
السلام
قرابة
ألف عام
في (
وانكاردو
Wànkarandúú
) ،..
و كانوا على
مدار هذه
الحقبة كلها
يحيون ذكرى
هجرتهم
بعقد مؤتمر
شعبي في
مدنهم
الإقليمية
قائلين
فيها : كلنا
نعرف أن
الحرب و
عدم
الاستقرار في
السلام هو
السبب
الرئيسي
لمغادرتنا
أرض الأسلاف
الأولى ،
وذلك لننعم
براحة النفس
و قرة العين و
ليعم السلام
إلى الأبد ، و
مهما كانت
الظروف لا
ننسى هذه
الأهداف
الثمينة
بتقاتل و
إزحاق أروحنا
هباء، و
يختمون
مؤتمرهم
بالدعاء و
إلقاء اللعنة
على ممارس كل
أسلوب التي
ينتهك هذه
المعاهدات ،
وإن انتهك
منتهك منا
فليقم كل
واحد بتصحيح
ذلك حتما..
وهكذا قضى
أسلاف مندين
عشـرة قـرون
في (وانكارادو Wànkarandúú)
في سـلام و
وئام.
: سقوط
دولة "وانكارادو" أسلاف أمة مندن
و من ما
نقلناه من
كبار مؤرخي
مندين أن
أسلافنا (
وانكارا Wànkaran)
قضوا ألف
سنة في (
وانكارادو Wànkarandúú)
حوالي 2760-1760 فبل
الميلاد ، و
صادف ذلك
كثرة العدد
في سكان و
مواشي و ضيق
المنطقة و
ساهم الجفاف
و التصحر في
تدهور
الأوضاع حتى أحبوا
التخلي عن
المنطقة في
حين كانوا قد
انقسموا إلى
ثلاثة مجموعة
لهجية كبيرة
كالآتي و
اتجه كل
فريق قطرا
معينا من
أقطار
المنطقة..
ا- إتجه فريق
منهم في
المرة الأولى
صوب شواطئ
نهر ( جيليبا Djèlibà )
و اتخذوا صيد
الأسماك مهنة
لهم في أعالي
وأسفل مكان
إنحناء نهر (
جيليبا Djèlibà)
، و تكونوا
شعـبا عظـيما
عرف فيما
بعد بـ
( سونغاي Söngay) ، . |